أسعار الذهب والدولار الاستثمار الآمن وتوقعات الجهات الاقتصادية

في الربع الأخير من العام 2023، شهدت أسعار الذهب والدولار ارتفاعات غير مسبوقة، تأثرت بشكل كبير بالأحداث الدولية والتقلبات الاقتصادية التي أعقبتها، هذا الارتفاع اللافت لم يقتصر على الأسواق الرئيسية فحسب، بل تجاوز ذلك ليشمل الأسواق المالية الموازية، حيث توجه المستثمرين نحو الاستثمارات الآمنة وسط هذه التقلبات الاقتصادية المتزايدة.

إرتفاع الدهب والدولار تحليل الخبراء وآثار السياسات النقدية

خبراء أسواق المال يفسرون الارتفاعات المسجلة حيث يشير نبيل فرج إلى رغبة في التحوط من التقلبات الاقتصادية، يتوقع أن يكون الذهب في ارتفاع مستمر نتيجة للسياسات النقدية المتوقعة في النصف الثاني من عام 2024، حيث يتوقع انقلاب في سياسة التشديد النقدي في الولايات المتحدة. يشير إلى أن هذه المؤشرات أثرت بشكل كبير على أسعار الذهب، التي تسجل أرقام قياسية تعكس تفاعل الأسواق مع التحركات النقدية المتوقعة.

نقص السيولة الدولارية وأثره على ارتفاعات أسعار الذهب

نبيل فرج، خبير أسواق المال، يشير إلى نقص حاد في السيولة الدولارية والطلب المتزايد عليه، نتيجة لعدة عوامل تجارية وتوقعات بتخفيض قيمة الجنيه المصري بالبنك المركزي، يشير إلى أن التوترات الاقتصادية هذه تدعم التحوط من التقلبات المتوقعة في سوق العملات، ما يؤدي إلى ارتفاع الطلب على الذهب كوسيلة للحفاظ على القيمة.

تأثير توقعات التخفيضات على السياسة النقدية

في ظل التوقعات المرتقبة بتخفيض أسعار الصرف من قبل الفيدرالي الأمريكي، يشير نبيل فرج إلى استقرار الأسعار العالمية للذهب، ومع ذلك، يلاحظ تأثير أكبر على الصعيد المحلي نتيجة للتوترات والتخوفات المرتبطة بتحركات العملة الأمريكية، تعتبر هذه التوقعات والتحليلات مؤشر على الاستقرار العالمي، ولكنها تظهر أيضا تأثيرات اقتصادية محلية بالغة الأهمية.

 ارتفاعات الذهب وتقلبات الدولار

تراوحت أسعار الذهب بين ارتفاعات حادة في السوق المحلية وارتفاعات عالمية، حيث وصل سعر الذهب عالميا إلى مستويات قياسية عند 2082 دولار للأوقية، تجاوز المستوى السابق الذي سجله خلال جائحة صيف 2020، في المقابل، شهد الدولار تقلبات، حيث انخفض في السوق الموازية خلال فترة الانتخابات الرئاسية ثم ارتفع مجددا.

 توقعات الخبراء وأثر تحرير الصرف على السياسات النقدية

يشير نبيل فرج إلى أن الارتفاعات الكبيرة في أسعار الذهب والتقلبات في قيمة الدولار تعتبر إشارات قوية لاحتمالية تحرير سعر الصرف للجنيه المصري، مما قد يؤدي إلى رفع أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي، يدعم هذا الرأي الدكتور هاني أبو الفتوح، الخبير الاقتصادي، الذي يرى أن التحركات الحالية تشير إلى قرب تحرير سعر الصرف وربما زيادة الفائدة لجذب السيولة في مصر.