حسنى عبد ربه يؤكد المتحف إنجاز حضاري يمثل فخراً للتاريخ المصري

حسنى عبد ربه يؤكد المتحف إنجاز حضاري يمثل فخراً للتاريخ المصري

أكد حسني عبد ربه، نجم الإسماعيلي ومنتخب مصر السابق، أن المتحف المصري الكبير يمثل هدية مصر للعالم، لما يحمله من إنجاز حضاري ومعماري فريد يعكس عظمة التاريخ المصري القديم، مشيداً بدور الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يعمل بجد وإخلاص من أجل رفعة الوطن في مختلف المجالات. وأشار عبد ربه في حوار خاص إلى أن حضور ملوك ورؤساء العالم في حفل افتتاح المتحف يرسل رسالة قوية إلى الشعوب كافة مفادها أن مصر كانت وستظل بلد الأمن والأمان عبر العصور، وأنها قادرة بقيادتها الحكيمة على مواصلة الإنجازات محلياً وإقليمياً وعالمياً.

وأضاف عبد ربه أن الرئيس السيسي منذ توليه القيادة جعل النهوض بمصر هدفاً استراتيجياً عبر إطلاق شعار الجمهورية الجديدة، الذي تجسدت معانيه اليوم في تطوير البنية التحتية، واستضافة البطولات العالمية، وإحياء التراث المصري بأبهى صورة. هذا ويأتي افتتاح المتحف المصري الكبير بُعيد ساعات من الاحتفال الثقافي ليعلن سيادة مصر على ذاكرتها الإنسانية، فهو ليس مجرد صرح أثري أو مشروع سياحي، بل تتويج للسيادة الرمزية للدولة وتجسيد لرؤية الرئيس السيسي في بناء وعي جديد يعيد للهوية المصرية مكانتها المستحقة في وجدان العالم.

منذ تولي السيسي المسؤولية أكد أن الوعي هو أساس بقاء الدولة وأن المعركة الحقيقية لمصر هي معركة الوعي والهوية التي لا تقل أهمية عن معركة التنمية والبناء، لذلك جاءت فلسفة الجمهورية الجديدة التي لا تعيد بناء العمران فحسب، بل تبعث روح الإنسان المصري بثقة وإيمان. وهكذا يعكس المتحف فلسفة التغيير تلك كمرقد للوعي القومي وبعثه الجديد، ومركز لتجديد العلاقة بين المواطن وتاريخه، وبين الماضي والمستقبل، وبين مصر والعالم.

ويرى المحرر الدبلوماسي لوكالة أنباء الشرق الأوسط أن الحدث يُقرأ في عواصم العالم كتتويج لمسار طويل من الدبلوماسية الحضارية المصرية التي أعادت تقديم مصر كقوة ناعمة ذات سيادة ثقافية وتأثير عالمي متجدد. المتحف الكبير لا يمثل إنجازا أثريا فقط، بل هو رسالة سياسية رمزية تؤكد أن مصر تمتلك سرديتها الحضارية وتفرضها بثقة على الوعي الدولي في زمن تتصارع فيه الأمم على الهوية والرمز. مشاركة قادة ومسؤولي كبريات الدول في حفل الافتتاح، واهتمام الإعلام العالمي بكل تفاصيل الحدث، يعكس إدراكاً عالمياً بأن مصر تستعيد زمام المبادرة في صياغة صورتها الحضارية، بعد أن ظلت لعقود موضوع قراءة من الخارج، واليوم تقدم نفسها بصفتها صاحبة السيادة على ذاكرتها وتاريخها، في نموذج يجمع بين الحداثة والخلود، وبين الأصالة والانفتاح على المستقبل.

ويؤكد المحرر الدبلوماسي أن هذا الافتتاح يمثل ذروة الدبلوماسية الحضارية المصرية التي تعيد تقديم مصر للعالم كقوة ثقافية ذات سيادة تمتلك سرديتها الخاصة وتتحكم في كيفية قراءة تاريخها، فالمتحف الكبير ليس مجرد بيت للآثار بل “العاصمة الرمزية للروح المصرية” التي تمتزج فيها الدقة العلمية بالخيال الفني وتتقاطع فيها الذاكرة مع الرؤية لتعلن ميلاد عصر جديد من القوة الناعمة المتجددة التي تعبر عن مصر بثقة وإبداع.

لا يبدو صدفةً أن يتزامن هذا الافتتاح مع تحولات كبيرة تشهدها الدولة المصرية، بدءاً من العاصمة الإدارية الجديدة مروراً بمبادرة “حياة كريمة” ومشروعات إحياء القاهرة التاريخية، وصولاً إلى إعادة الاعتبار للقرية المصرية، فكل هذه المبادرات تعكس حلقات في مشروع وطني واحد يهدف إلى استعادة السيادة الشاملة السياسية والاقتصادية والثقافية تحت راية رؤية رئاسية تؤمن بأن الحضارة ليست ترفاً ولا ماضياً، بل أداة قوة وأمن قومي. وفي الوقت ذاته تعيش مصر حالة وجدانية غير مسبوقة مع هذا الحدث، فتعم مشاعر الفخر والانتماء مواقع التواصل الاجتماعي والشارع على حد سواء، من العمال الذين ساهموا في بناء الصرح التاريخي إلى الطلاب والفنانين والمثقفين، فالكل يرى في المتحف مرآة لذاته ودليلاً على قيمة بلده.

أصبح المواطن العادي يتحدث عن هندسة المتحف وتصميمه ومقتنياته كما يتحدث عن لحظات فخره الوطنية وأحلامه الشخصية، ما يدل على أن الثقافة عادت لتصبح جزءاً من الوعي الشعبي وأن السيادة الثقافية تحولت من مفهوم نخبوي إلى حالة جماعية. كما امتد تأثير هذا الزخم إلى الأطفال الذين يرسمون المتحف في دفاترهم المدرسية أو يلتقطون صورهم أمامه، معتبرينه رمزاً لوطن كبير يفخرون بالانتماء إليه، فتتشكل ذاكرتهم الوطنية على عتبة هذا الميلاد الحضاري بما يعكس انتقال الوعي الثقافي إلى الأجيال الجديدة بأبهى صوره. كذلك حظي الحدث بمتابعة واسعة بين المصريين في الخارج الذين تابعوا الاستعدادات بشغف وفخر، معتبرين أن المتحف يعيد تعريف صورة مصر في الوجدان العالمي.