يشهد الدوري الإنجليزي هذا الموسم منافسة قوية بين ثلاثة فرق تتصارع على اللقب، وعاد فريق أرسنال ليبرز مجددًا بعد غياب لسنوات عن قمة الترتيب، مما أعاد الأمل إلى جماهيره التي بدأت تحلم بفرصة حقيقية للفوز، ويبدو الفريق أكثر نضجًا وهدوءًا بفضل الإدارة الفنية للإسباني ميكيل أرتيتا، لكن المنافسة ما زالت محتدمة مع مانشستر سيتي وليفربول اللذين ينتظران أي زلة قد تُسقط أرسنال وتسمح لهما باستعادة القمة.
يقدم أرسنال موسمًا مستقرًا نوعًا ما بعد جمعه 19 نقطة من 8 مباريات بانتصاراته الست وتعادله وخسارته الواحدة، ويظهر الفريق ككيان متكامل يجمع بين الصبر في بناء الهجمات وسرعة الانتقال للضغط على المنافس، لكن يبقى السؤال حول مدى قدرة أرتيتا وطلابه على المحافظة على هذا الأداء على مدار الموسم بأكمله. عاد الحماس إلى ملعب الإمارات بعد الفوز الدرامي على فولهام خارج أرضه، وهو الانتصار الذي منح الفريق تفوقًا بسيطًا ولكنه مهم في جدول الترتيب، رغم أن الفارق لا يزال ضئيلًا ويقتصر على ثلاث نقاط تفصل أرسنال عن مانشستر سيتي وأربع نقاط عن ليفربول، مما يترك الباب مفتوحًا للمنافسة.
يسعى أرسنال لتمديد الصدارة عندما يستضيف جاره كريستال بالاس في الجولة التاسعة غدًا على ملعب الإمارات، ويأمل في حصد المزيد من النقاط للحفاظ على موقعه في القمة.
في المقابل، لا يزال مانشستر سيتي، رغم وجوده خارج القمة، يرى نفسه المرشح الأبرز لحصد اللقب تحت قيادة بيب جوارديولا، الذي يتبع نهج الهدوء والتروّي قبل الانقضاض في اللحظات الحاسمة، وبدأت تعديلات بيب التكتيكية تظهر نتائجها تدريجيًا، إذ يركز على تدوير اللاعبين وإعادة توزيع الأدوار دفاعيًا وهجوميًا، في وقت يعرف فيه المنافسون جيدًا أن السيتي نادرًا ما يرتكب أخطاء في النصف الثاني من الموسم.
ويحل مانشستر سيتي ضيفًا ثقيلًا على أستون فيلا في الجولة التاسعة على ملعب فيلا بارك، في مواجهة تكتسب أهمية كبيرة في تحديد حظوظ الفريق السماوي بالمنافسة.
من جانبه، يواصل إيرلينج هالاند تألقه اللافت لتصدر قائمة هدافي الدوري برصيد 11 هدفًا، إضافة إلى 4 أهداف في دوري أبطال أوروبا، ويصعب على الفرق المنافسة إيجاد طريقة لوقف المهاجم النرويجي الذي يمنح فريقه التفوق بلمساته الحاسمة، ويبدو وكأنه ماكينة لا تتوقف عن إحراز الأهداف، ما يشكل عبئًا إضافيًا على دفاعات الفرق المنافسة.
أما ليفربول، حامل اللقب، فيواجه صعوبات نسبية في النتائج مؤخرًا لكنه يظل قوة لا يستهان بها بقيادة محمد صلاح، والمدرب الهولندي أرني سلوت الذي يمتلك القدرة على استعادة الفريق إلى موقعه المعتاد في القمة خلال الأسابيع القادمة، ويرتكز ليفربول على أسلوب الضغط العالي والهجوم المنظم، رغم تراجعه النسبي إلا أنه قريب من العودة بقوة ويخوض اختبارًا مهمًا أمام برينتفورد في الجولة التاسعة على ملعب جتيش كوميونتي.
مفاجأة الموسم حتى الآن هي فريق بورنموث، الذي حقق 15 نقطة محتلاً المركز الرابع متساويًا مع ليفربول، ويقدم أداء جماعيًا متينًا يظهر طموحًا قادرًا على اختراق منطقة الكبار رغم صعوبة المنافسة على اللقب، في حين يمتد السباق على مدار تسعة أشهر مليئة بالتحديات والإصابات، مع توقعات بأن الفريق الأكثر عمقًا وقدرة على الصمود سيكون الأكثر حظًا في النهاية، مع امتلاك السيتي دكة احتياطية قوية، في مقابل تحدٍ كبير ينتظر أرسنال لإثبات قدرته على مواصلة الأداء القوي حتى نهاية الموسم.
بعد مرور ثماني جولات، يتصدر أرسنال ترتيب الدوري برصيد 19 نقطة من 6 انتصارات وتعادل وخسارة واحدة، مسجلًا 15 هدفًا ومستقبلًا 3 فقط، ويأتي مانشستر سيتي في المركز الثاني برصيد 16 نقطة من 5 انتصارات وتعادلين وخسارتين، بينما يحتل ليفربول المركز الثالث برصيد 15 نقطة من 5 انتصارات و3 خسائر، متساويًا مع بورنموث الذي جمع نفس النقاط بتوزيع مختلف من 4 انتصارات و3 تعادلات وهزيمة واحدة.