أكد الإعلامي وليام فرانسيس، المذيع في راديو أون سبورت إف إم، أن افتتاح المتحف المصري الكبير يعد نقطة مضيئة جديدة في مسيرة الدولة المصرية نحو النهضة والتقدم، مشيرًا إلى أن الحدث ليس مجرد مناسبة أثرية أو ثقافية، بل يحمل رسالة حضارية للعالم توضح قدرة مصر على الحفاظ على تاريخها وبناء مستقبلها معا، وذلك بفضل رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي حقق حلمًا تفتخر به مصر كلها.
وأشار وليام فرانسيس إلى أن المشروع يعد من أكبر وأعظم الصروح المتحفية عالميًا، فتصميمه ومقتنياته تروي قصة مصر القديمة بمنظور حديث ليصبح مركز إشعاع ثقافي وسياحي يجذب أنظار العالم إلى أرض الكنانة، كما أن الاحتفال بالافتتاح يتجاوز كونه مناسبة ثقافية إلى إعلان سيادة مصر على الذاكرة الإنسانية، فالمتحف يمثل تتويجًا للسيادة الرمزية للدولة وتجسيدًا لرؤية الرئيس في بناء وعى جديد يعيد للهوية المصرية مكانتها المستحقة عالميًا.
منذ تولي الرئيس السيسي المسؤولية، أكد أن الوعي هو أساس بقاء الدولة، وأن المعركة الحقيقية لمصر هي معركة الوعي والهوية إلى جانب معركة التنمية والبناء، لذلك جاءت فلسفة الجمهورية الجديدة التي لا تقتصر على إعادة بناء العمران بل تبعث روحي المصري بثقة وإيمان، ويجسد المتحف هذا المفهوم بأبهى صوره كمرقد للوعي القومي ومركزًا لتجديد العلاقة بين المواطن وتاريخه، وبين الماضي والمستقبل وبين مصر والعالم.
يشير المحرر الدبلوماسي لوكالة أنباء الشرق الأوسط إلى أن هذا الحدث يُفهم في عواصم العالم كنتاج لمسار طويل من الدبلوماسية الحضارية التي أعادت تقديم مصر كقوة ناعمة ثقافيًا ذات سيادة وتأثير عالمي متجدد، فالمتحف الكبير يحمل رسالة سياسية رمزية تؤكد أن مصر تمتلك سرديتها الحضارية وتفرضها بثقة على الوعي الدولي في زمن تتنافس فيه الأمم على الهوية والمعنى، كما تعكس مشاركة قادة دول كبرى واهتمام الإعلام العالمي أن مصر تستعيد زمام المبادرة في صياغة صورتها الحضارية بعد عقود من القراءة الخارجية، فهي تقدم نفسها اليوم بوصفها صاحبة السيطرة على ذاكرتها وتاريخها بمزيج متقن يجمع بين الحداثة والخلود والأصالة والانفتاح على المستقبل.
ويقول المحرر إن الافتتاح يمثل ذروة الدبلوماسية الحضارية التي تقدم مصر للعالم كقوة ثقافية ذات سيادة، تملك سرديتها الخاصة وتتحكم في قراءة تاريخها، فالمتحف ليس مجرد بيت للآثار بل هو العاصمة الرمزية للروح المصرية حيث تمتزج الدقة العلمية بالخيال الفني وتتقاطع الذاكرة مع الرؤية لإعلان ميلاد عصر جديد من القوة الناعمة المتجددة التي تعبر عن مصر بثقة وإبداع.
لا يصادف توقيت الافتتاح تحولات كبرى في الدولة المصرية فقط بل يتزامن مع مشروعات وطنية متنوعة تشمل العاصمة الإدارية الجديدة، ومبادرة حياة كريمة، ومشروعات إحياء القاهرة التاريخية وإعادة الاعتبار للقرية المصرية، وكلها حلقات ضمن مشروع وطني شامل يهدف لاستعادة السيادة السياسية والاقتصادية والثقافية تحت رؤية رئاسية تؤمن بأن الحضارة ليست ترفًا أو ماضيًا بل أداة قوة وأمن قومي.
تشهد مصر كذلك حالة وجدانية غير مسبوقة مع هذا الحدث، فمشاعر الفخر والاعتزاز تعم مواقع التواصل الاجتماعي والشارع، من العمال الذين ساهموا في البناء إلى الطلاب والفنانين والمثقفين، فالكل يرى في المتحف مرآة لذاته وإثباتًا لقيمة وطنه، كما صار المواطن العادي يتحدث عن هندسة المتحف وتصميمه ومقتنياته كما يناقش لحظاته الوطنية وأحلامه الشخصية، مما يدل على عودة الثقافة لتصبح جزءًا من الوعي الشعبي وتحول السيادة الثقافية من مفهوم نخبوي إلى حالة جماعية متطورة.
امتد تأثير هذا الزخم إلى الأطفال الذين يعبرون عن إعجابهم بالمتحف من خلال رسوماتهم وصورهم أمامه، حيث يرونه رمزًا لوطن عظيم يفخرون بالانتماء إليه، ويُشكل ذلك ذاكرتهم الوطنية على أعتاب ميلاد حضاري جديد، كما انتشرت موجة الفخر بين المصريين في الخارج الذين تابعوا الاستعدادات بشغف واعتبروا المتحف يعيد تعريف صورة مصر في الوجدان العالمي.

